التفجيرات تنتقل من عدن إلى المخا .. ما وراء ذلك..؟
يمنات – خاص
بدأ مسلسل الانفجارات يهز مدينة المخا الساحلية غرب محافظة تعز، جنوب غرب البلاد، التي تحولت إلى ثكنة عسكرية لقوات نظامية و غير نظامية تتباين الاجندات التي تعمل عليها.
خلال أقل من اسبوعين شهدت مدينة المخا تفجيرين، تسببا يف سقوط عشرات الضحايا، في مؤشر يوحي بأن المدينة مقبلة على مرحلة دموية، على غرار ما يحصل في مدينة عدن.
في 29 يناير/كانون ثان الماضي وقع انفجار في مقهى شعبي وسط مدينة المخا راح ضحيته مواطنين بينهم صحفيين. و تفيد الاحصائيات الطبية أن القتلى وصلوا إلى “6” و أصيب “20” أخرين، و اليوم الأربعاء 6 فبرائر/شباط 2019، قتل جنديان من حراسة البنك المركزي اليمني بمدينة المخا، اثر انفجار عبوة ناسفة أمام بوابة البنك.
ميناء يتحول إلى ثكنة عسكرية
أصبحت مدينة المخا في قبضة قوات تابعة لحكومة هادي المعترف بها دوليا و قوات موالية للإمارات في فبرائر/شباط 2017 “أي قبل عامين”، و مثل سقوط المدينة منطلقا للعمليات العسكرية باتجاه محافظة الحديدة، حيث وصلت تلك القوات إلى جنوب مدينة الحديدة مركز المحافظة في يونيو/حزيران 2018.
عطلت المواجهات العسكرية ميناء المخا، و تحول منذ سيطرة القوات الموالية للتحالف السعودي على المدينة إلى ثكنة عسكرية اماراتية، في حين أصبحت المدينة بشكل عام ثكنة لقوات تعمل على اجندات مختلفة، ما ادى إلى احتكاك بين تلك القوات أكثر من مرة، أخرها الاشتباك الذي وقع بين فصيل في المقاومة التهامية موالي لـ”هادي”، و قوات العمالقة الموالية للإمارات.
تحرض الأطراف المتصارعة المنضوية في اطار المعسكر المحلي الموالي للتحالف السعودي إلى التواجد بشكل مباشر و غير مباشر في معركة الساحل الغربي، لأهمية الاستراتيجية، منعا لسيطرة الطرف المنافس على المشهد في هذه المنطقة الاستراتيجية، و تحرص على التواجد بالحد الأدنى من النفوذ الذي يلبي طموحها للتأثير في مجريات الأحداث و خلط الأوراق في حال اقتضت الاجندات التي تعمل عليها ذلك، و هو ما يجعل الجميع حاضرون في مدينة المخا، التي تعد بمثابة مؤخرة لجبهة الساحل الغربي، كونها تقع في منطقة اصبحت مؤمنة من مختلف الجهات، عوضا عن قربها من عدن، عاصمة “الشرعية”.
تعسكر في مدينة المخا قوات موالية للامارات كحراس الجمهورية و العمالقة، إلى جانب فصائل المقاومة التهامية المتعددة ولاءتها بين الامارات و هادي و الاصلاح، و قوات منضوية في اطار التشكيلات العسكرية لحكومة هادي، و مقاتلين سلفيين موالين للسعودية.
هذا الخليط غير المتجانس، ساهم في تنامي الخلافات حتى وصلت حد استخدام السلاح، و ما يحصل في سوق المدينة المركزي من اشتباكات تكاد تكون شبه يومية، الا دليل على أن حالة من اللاوفاق تسود بين تلك القوات، التي يغلب عليها طابع “الملشنة”.
مدينة العسكر
يقول سكان محليون ان شوارع المدينة أصبحت مفتوحة على مصراعيها أمام الأطقم التي تسير بسرعة جنونية، و ما أكثر حوادث الدهس التي حصلت لمدنيين، و التي تقيد ضد مجهول، رغم معرفة الكثيرين بالجناة الذين يحتمون بقياداتهم التي توفر لهم الأمان على حساب دم المواطن المسفوك.
التفجيران الأخيران في المخا لم يكونا أول التفجيران في المدينة الساحلية، حيث سبق أن وقعت انفجارات عدة في المدينة استهدفت شخصيات مدنية و عسكرية، منهم أمين عام المجلس المحلي بمديرية المخا. و لا يستبعد مراقبون أن يكون مقتل الشيخ حسن دوبلة، قائد احد فصائل المقاومة التهامية في مديرية حيس المجاورة للمخا بعبوة ناسفة، مرتبط بالصراعات القائمة بين فصائل القوات و التشكيلات العسكرية التي تعسكر في مدينة المخا.
موعد مرتقب مع العنف
يرى متابعون للوضع في مدينة المخا الساحلية ان المدينة ستشهد خلال الأيام القادمة انهيار أمني غير مسبوق، قد يصل حد المواجهات العسكرية بين القوات التي تعسكر في المدينة، خاصة و أن المدينة أصبحت تعيش فوضى عارمة، في ظل غياب قوات الشرطة و السلطة المحلية لصالح القوات المعسكرة في المدينة و التي حولت المدينة إلى كنتونات صغيرة، تتصارع في السيطرة.
كل الأطراف المتصارعة تدرك أهمية مدينة المخا، و لهذا يسعى كل طرف لأن يكون اللاعب الأول في المدينة، و هو ما يواجه بمقاومة من الأطراف الأخرى، و التي تنعكس على شكل انفلات أمني، تتعدد صوره و اشكاله، كالتفجيرات و انتشار المسلحين و عمليات الاغتيالات و اطلاق النار العشوائي و غيرها من اشكال الانفلات.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.